بنك البذور الوطني
مديرية التنوع الحيوي والموارد الوراثية النباتية
المركز الوطني للبحوث الزراعية
د. خالد أبوليلى/ مدير التنوع الحيوي والموارد الوراثية النباتية
تزخر البيئات الطبيعية الأردنية بتنوع حيوي نباتي واسع الطيف (أكثر من 2600نوع نباتي) ناتج عن التنوع الطوبوجرافي والناتج عنه تنوع الموائل الطبيعية حيث تحتضن تلك الموائل أنواع نباتية غاية في الأهمية للأمن الغذائي على الصعيد العالمي فضلا عن الأهمية المحلية. و يقع الأردن في عمق حوض الابيض المتوسط من الناحية الشرقية وهو جزء مما عرف قديما بالهلال الخصيب حيث يحتضن الأخير مركزي نشوء (حسب ترسيم فافيلوف عام 1924 ) كلا من حوض المتوسط وآسيا الصغرى والذي يعني غنى نوعي في الآباء أو الأقارب البرية للمحاصيل الغذائية الممتلكة لجينات المقاومة القابلة للاستخدام لتطوير الأصناف الغذائية محليا وعالميا اضافة الى احتضانه للعديد من السلالات البلدية المتأقلمة عبر العقود في حقول المزارعين.
ونتيجة للغنى النوعي في الغطاء النباتي و لتواجد تلك الموارد الوراثية الهامة للغذاء والزراعة كانت ومنذ القدم ولا تزال المنطقة هدفا رئيسا للعديد من حملات الاستكشاف وجمع العينات النباتية منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى قرابة منتصف القرن العشرين وذلك من قبل العديد من علماء النبات الأوروبيين والذي نتج عنه مصنفات نباتية غاية في الأهمية وعينات معشبية وبذرية لاتقل أهمية بسبب تفردها بطرز جينية مفقودة النظير حاليا، وتشمل تلك الأنواع الآباء البرية والسلالات المحلية للقمح والشعير والعدس والحمص والعديد من الموارد الهامة للغذاء والزراعة.
لذا فإن صون تلك الموارد هي أولوية عالمية قبل أن تكون محلية لإحتوائها جينات المقاومة الضرورية لمواكبة المستجدات الزراعية من جفاف و آفات حقلية والتغير المناخي. ولوجود كم من السلالات المحلية ذات التأقلم العالي للبيئات المحلية الأردنية والناتج عن جهد المزارع الأردني في أرضه وبإستخدام الأساليب التقليدية من إنتقاء لصفات مرغوبة محليا من تأقلم وصفات نوعية مختلفة والذي يجعل تلك السلالات موروث وطني يجب المحافظة عليه للأجيال القادمة. إضافة لى ما سبق فإن المعرفة المحلية المرتبطة بتلك الأنوع سواء منها المزروعة أي السلالات المحلية أو المجموعة من البر مثل العديد مما يعرف بالنباتات البرية الغذائية يجب توثيقها لأنها المفتاح الأهم لإستغلال تلك الأنواع.
ولصون تلك الموارد بعيدا عن المهددات فإن بنوك البذور أثبتت عالميا أنها الأفضل من حيث الإدارة وإقتصاديا من ناحية المساحة المطلوبة لصون أكبر عدد من الأنواع. وعلى الصعيد المحلي فلقد تأسس بنك البذور في المركز الوطني للبحوث الزراعية سنة 1993 وبدأ العمل في عام 1996، ويضم البنك مجاميع مختلفة من المدخلات منها 1532 مدخل (عينة) سلالات محلية من أصناف المزارعين المحلية القديمة و 1558 من الآباء و/أو الأقارب البرية للأصناف التجارية ذات الأهمية الأعلى عالميا بالإضافة إلى العديد من النباتات الطبية (294 مدخل) و شجيرات رعوية (49مدخل) . وتم تأسيس المعشب النباتي في المكز الوطني للبحوث الزراعية مرافقاَ لإنشاء بنك البذور يهدف إلى حفظ عينات معشبية كاملة مجففة للنباتات المجموعة بهدف إثبات النوع وللدراسات التصنيفية ودراسات تغير الغطاء النباتي عبر الزمن. ولقد كان العديد من تلك العينات في طريقها الى الضياع لولا قيام المركز الوطني للبحوث الزراعية بصونها وتبويبها حسب الطرق المعيارية المعتمدة عالميا. فالعينات النباتية المعشبية التاريخية في معشبة بنك البذور الوطني يرجع تاريخ جمع أقدمها لنهايات 1800م وتضم المجموعة عينات معشبية للأقارب البرية كالعدس والحمص والشعير شريحة رقم (1) ويرجع تاريخ جمعها الى عام 1903 و الأب البري للقمح القاسي ويرجع تاريخ جمعه الى 1913 ومن جهة أخرى فان العينات البذرية الحية المحفوظة في بنك البذور الوطني يرجع أقدمها الى عام 1927 وهي من السلالات البلدية لقمح الخبز، حيث يتم تجديد مادة الأصل بشكل مستمر للمحافظة على حيوية ونقاوة عاليتين.
شريحة رقم (1) العينات المعشبية التاريخية للأقارب البرية للحمص والشعير ويرجع تاريخ جمعها إلى عام 1903
الهدف الرئيسي: يهدف بنك البذور الوطني إلى صون الموروث النباتي الطبيعي المحلي مع التركيز على الموارد الوراثية الخاصة بالغذاء والزراعة وضمن ثلاثة أولويات رئيسة: السلالات المحلية، الآباء أو الأقارب المحلية للمحاصيل و النباتات الغذائية البرية وبشكل موثق ضمن قواعد بيانات دائمة التحديث ضمن المواصفات العالمية تعمل كمنصة لتبادل المعلومات على المستويين المحلي والعلمي.
الأهداف التفصيلية
صون وإتاحة مادة تربية تضم التباين الوراثي من المدخلات المحلية المتعلقة بالغذاء والزراعة ولإعادة تأهيل النظم البيئية.
توصيف وتقييم الموارد الوراثية وتقديم مادة تربية قابلة للإستغلال والتطوير لأصناف متأقلمة وللمساهمة بالأمن الغذائي المحلي والعالمي.
القيام بأبحاث في مجال كل من ظروف الحفظ المثلى للبذور والأنسجة وفي النيتروجين السائل وإجراء الفحوص المختلفة للبذور قبل التخزين.
إجراء الدراسات الخاصة بالغطاء النباتي وتغيره وإعادة التأهيل وإدارة المراعي والغابات.
العمل كمركز تبادل للموارد الوراثية والمعلومات المصاحبة لها إقليميا وعالميا ضمن أطر الإتفاقيات وبالتنسيق مع الشركاء المحليين والعالميين.
توثيق المعلومات الخاصة بالموارد الوراثية داخل وخارج الموئل وإتاحة المعلومات ذات العلاقة للمستخدمين محليا وعالميا ضمن معايير عالمية.
الخدمات المقدمة
إتاحة المادة الوراثية كبذور للمستخدمين (خاصة الباحثين والمربين) محليًا وخارجيًا وفقًا لشروط وأحكام الأطر القانونية المحلية والاتفاقيات الدولية المعتمدة
تزويد الباحثين من مربي نبات وغيرهم محليا وإقليميا وعالميا بالمعلومات المصاحبة للموارد الوراثية ويشمل ذلك المعلومات الأساسية (المدخلية) ومعلومات التوصيف و/أو التقييم ووضمن الأطر القانونية لتبادل المعلومات.
إتاحة المواد المعشبية من عينات ومراجع للباحثين في مجال الدراسات التصنيفية والتطورية والتغير بالغطاء النباتي ولإثبات جنس ونوع بذور المدخلات.
تقديم خدمة تصنيف العينات النباتية الواردة من المؤسسات المحلية والإقليمية.
إجراء الدراسات والمسوحات الأساسية للمحميات المعلنة حديثا ودراسات الأثر البيئي (EIA).
تقديم التوجيه والإرشاد والدعم الفني اللازم للباحثين الخريجين من المعاهد المحلية أو الخارجية.
التدريب على الجوانب المختلفة للحفظ والاستخدام الأمثل والاتفاقيات الملزمة ذات الصلة بالموارد الوراثية النباتية
ويتألف بنك البذور الوطني من عدة أقسام: قسم البذور والأنسجة، قسم توصيف التنوع الحيوي وإكثار المدخلات، قسم دراسات التنوع الحيوي للمراعي والغابات، قسم التوثيق وقواعد البيانات. ويقوم البنك وكافة المرافق المصاحبة له بأداء المهام المناطة بهما بالشراكة مع العديد من الشركاء المحليين والعالميين آخذين بعين الإعتبار متضمنات الإتفاقيات الدولية ذات العلاقة مثل إتفاقية التنوع الحيوي والمعاهدة الدولية للموارد الوراثية للغذاء والزراعة التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية للأمم المتحدة .
أقسام بنك البذور
قسم البذور والأنسجة
قسم توصيف التنوع الحيوي وإكثار المدخلات.
قسم دراسات التنوع الحيوي للمراعي والغابات.
قسم التوثيق وقواعد البيانات.