زيتون " المهراس"
قسم بحوث الزيتون
مديرية بحوث البستنة
المقدمة
تبلغ المساحة المزروعة بأشجار الزيتون في الاردن حوالي 570 الف دونم، وهذه المساحة تعادل 20% من المساحة الكلية المزروعة فعلا وحوالي 72% من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة، كما بلغ معدل الإنتاج من ثمار الزيتون خلال السنوات الخمس الماضية حوالي 150 – 200 الف طن، منها تقريباً 80% من إنتاج الزيتون يُستخدم لعصر وإنتاج زيت الزيتون، والذي يقدر بحوالي 23 -27 الف طن سنوياً، أما زيتون المائده فيقدر الإنتاج السنوي بحوالي 27 الف طن، هذا وقد حقق الأردن الإكتفاء الذاتي من مادة زيت الزيتون منذ العام 2000.
بدأت زراعة الزيتون في منطقة حوض المتوسط قبل حوالي 6000 سنة، كما وتشير اغلب الدراسات الى أن الموطن الأصلي لشجرة الزيتون هو شرق المتوسط، وبشكل خاص سوريا وفلسطين، ومن هذه المنطقة انتقلت هذه الشجرة الى أوروبا وباقي دول العالم، كذلك يعتبر الأردن أحد المواطن الطبيعية لزراعة الزيتون في منطقة الشرق الأوسط، ويدل على ذلك وجود أشجار الزيتون المعمرة في مناطق مختلفة من الأردن، كمنطقة الهاشمية في عجلون، ومنطقة هضيب الريح في وادي رم ( صوره رقم 5، ملحق رقم 1).
تقدر مساحة أشجار الزيتون الرومانية التاريخية في الأردن بحوالي 20-15٪ من المساحة المزروعة بأشجار الزيتون، حيث يشاهد الزائر لبعض القرى في محافظات عجلون وإربد والبلقاء وجرش والطفيلة، أشجار الزيتون الرومانية وبعض المعاصر الحجرية التي كانت تستخدم لعصر ثمار الزيتون في العصر الروماني وهي دليل أخر على الأهمية التاريخية لزراعة الزيتون في الأردن.
يسعى المركز الوطني للبحوث الزراعية لتسجيل الزيتون المعمر في منطقة الهاشمية في محافظة عجلون بمسمى صنف "المهراس" وإستبداله بالاسم الشعبي بين مزارعي المنطقة وهو إسم "الرومي" حيث أن كلمة رومي تشير الى حقبة من الزمن، ولأهمية هذه الاشجار عالميا، حيث أظهرت دراسة حديثة لفريق بحثي مكون من المركز الوطني للبحوث الزراعية وجامعتين أردنيتين، أن زيتون "المهراس" المعمر، في منطقة الميسر في بلدة الهاشمية التابعة لمحافظة عجلون، يُعتبر من أقدم السلالات الجينية للزيتون في مناطق حوض البحر المتوسط، حيث بيّنت تحاليل الخريطة الجينية للمهراس أنها الأقرب جينياً لتكون الأصل لزيتون كل من إسبانيا وإيطاليا وقبرص ( ملحق رقم 2) وهذه الاشجار المعمرة في طور التناقص بسبب الزحف العمراني عليها وتفتت الملكيات الزراعية وبيعها بصورة غير قانونية (صوره رقم 10 ، 11)، أما سبب إختيار إسم المهراس؛ فهو ان كلمة المهراس تشير حسب التسمية الشعبية لأهالي منطقة الهاشمية؛ أشجار الزيتون التي محيط الساق فيها يتجاوزالثلاثة أمتا. كما أن المهراس يعتبر أصلاً عريقاً حافظ على كيانه عبر العصور، مع ميّزات جينية ذات دلالات هامة لقدرات المهراس على التكيّف مع التغيرات المناخية والبيئات القاسية والحفاظ على نوعية زيت مميزة.
وقد بينت الدراسات التي قام بها المركز الوطني للبحوث الزراعية ارتفاع نسبة الزيت في ثمار زيتون المهراس والتي تصل إلى ٣٠%، وهي من أعلى النسب لأصناف الزيتون في العالم، كما يتميز زيت المهراس بتركيب مميز للأحماض الدهنية مع ارتفاع نسبة حمض الأولييك والتي تبلغ ٧٠% وتضاهي الأصناف العالمية، إضافةً إلى الخصائص الحسية والنكهة الفاكهية المميزة لزيت المهراس تحديداً.
2. المكتسبات التي حققها المركز الوطني للبحوث الزراعية بإعتماد صنف "المهراس" عوضاً عن الاسم القديم "رومي" :
- الحصول على تمويل مشروع للحفاظ على أشجار المهراس التاريخية في منطقة الميسر ودعم مالكيها بقيمة 135 ألف دينار.
- إعطاء قيمة مضافة للزيت الناتج، حيث لوحظ إقبال من المستهلكين على شراء زيت الزيتون المستخلص من المهراس، وبأسعار أعلى مما هو معروض بالسوق المحلي.
- شراء الجمعية الاردنية لمصدري منتجات الزيتون (جوبيا)، ثمار زيتون المهراس من مالكيه، وعصرها وتسويقها تحت الاسم التجاري "عتيق " وقد تم عمل إحتفالية لإطلاق هذا الاسم برعاية معالي وزير الزراعة المهندس خالد حنيقات وبمشاركة عطوفة مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد.
- إهتمام عالمي من قبل المهتمين بقطاع الزيتون بصنف المهراس؛ إثر الدراسة التي قام بها المركز الوطني وجامعتيين أردنيتين، والنتائج التي تحققت من هذه الدراسة ، والرغبة بالحصول على أشتال من هذا الصنف (ملحق رقم 2).
- على هامش دورة المجلس الدولي للزيتون 116 والتي يتولى فيها الاردن مهام رئاسة المجلس للسنة الثانية على التوالي 2023، تم زراعة غرسة المهراس في حديقة المجلس الدولي للزيتون تحت رعاية معالي وزير الزراعة المهندس خالد حنيفات، وحسب بيان صادر عن وزارة الزراعة فإن هذه الشجرة التي زرعت؛ هي شجرة الزيتون الأردنية الأولى، التي يتم زراعتها في حديقة المجلس (صوره رقم 9 ،13 ).
للاطلاع على إعلان الخبر, انقر هنا
إهتمام العديد من مزارعي الزيتون بمناطق اخرى من المملكة بزراعة هذا الصنف، والمراجعات المتكررة للمركز الوطني للبحوث الزراعية، او عن طريق الاستفسار على صفحة المركز على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك؛ حول كيفية الحصول على اشتال من صنف المهراس لزراعتها في مزارعهم.
- إنشاء بساتين امهات من صنف المهراس في المحطات البحثية التابعة للمركزالوطني للبحوث الزراعية، ومحطة الحسين الزراعية التابعة لوزارة الزراعة، لغايات الدراسات البحثية وإكثاره ولتوفير مطاعيم منه للمزارعين مستقبلا ( صوره رقم 7، 8، 9)
- إشهار تسمية المهراس عن طريق وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، سواء من خلال مقابلات عطوفة مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد، او من خلال مقابلات باحثي المركز المتعلقة بهذا الشأن.
- تم تأسيس جمعية المهراس التعاونية لمزارعي الزيتون في منطقة الهاشمية وتسجيلها لدى المؤسسة التعاونية الأردنية بتاريخ 15/1/2023 (صورة رقم 14).
- قام البريد الأردني بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث الزراعية بإطلاق الطابع البريدي التذكاري لعام 2023 بعنوان "شجر زيتون المهراس البلدي المعمر" وهذ الإصدار يسلط الضوء على شجر المهراس البلدي المعمر الذي يعتبر من أقدم السلالات الجنينية في مناطق حوض البحر المتوسط.
3. التوصيف المورفولوجي لصنف المهراس
مشروع المحافظة على اشجار زيتون المهراس المعمرة
يهدف المشروع الى المحافظة على أشجار زيتون المهراس التاريخية والعناية بها من خالل تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة من تسميد وري وتقليم ومكافحة اآلفات مما يسهم بزيادة انتاجيتها كما ونوعا، وتوفير مدخالت اإلنتاج للمزارعين واآلت القطاف الميكانيكي وصناديق التعبئة والمصائد الحشرية. كمان يعمل المشروع على حصر كافة أشجار الزيتون المعمرة في مناطق تواجدها مع أسماء أصحاب الحيازات الخاصة وعدد األشجار لكل حيازة، ودراسة الصفات المورفولوجية والخصائص البستانية وتركيب الزيت وكذلك دراسة الصفات الوراثية لهذه األشجار ومعدل اإلنتاج من الثمار والزيت. ويسعى المشروع الى إنشاء محمية طبيعية ألشجار المهراس في منطقة الميسر في محافظة عجلون البالغ مساحتها 150 دونم وعدد األشجار 750 شجرة، وتسجيلها كمحمية طبيعية ذات ملكية خاصة إلصحابها والسعي لتسجيلها في منظمة اليونسكو كتراث عالمي. ينفذ المشروع في ثالثة محافظات، عجلون، اربد، والطفيلة.
للاطلاع على ألبوم الصور الخاص بمشروع الزيتون "المهراس", انقر هنا